المتحف القبطي

مرّت العديد من المجتمعات من جميع أنحاء العالم بطريق مصر القديمة حيث توالى عليها الزمن، وخلف وراءه بقايا عاداتها وثقافتها.

قبل وصول الإسلام إلى مصر في القرن السابع، نمت المسيحية القبطية لتصبح الديانة الرسمية للبلاد خلال الحكم الروماني. لا تزال الكنيسة القبطية تدافع بحزم عن التاريخ الرائع والمميز للمسيحية في مصر.

المتحف القبطي، الذي افتتح أبوابه عام ١٩١٠، هو المكان الذي يمكنك أن تجد فيه أكبر مجموعة في العالم من القطع الأثرية القبطية. استثمر رجل دولة قبطي بارز اسمه مرقص سميكة باشا في الحفاظ على الثقافة وقاد الجهود لبناء المتحف.

بينما تحافظ الهندسة المعمارية للمتحف على التهوية طوال اليوم، تمنحك أراضيه الخضراء الشاسعة شعوراً بالهدوء والعزلة. تزين المشربية القديمة والأرضيات الفسيفسائية المساحة الداخلية الواسعة للمبنى، وتظهر معروضات المتحف كيف تغير الفن القبطي بمرور الوقت ليتبنى سمات وهويات ثقافات مهمة أخرى، بما في ذلك الفرعونية واليونانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية. إنه موقع جميل، سواء بالنسبة للنحت الخشبي المعقد في جميع أنحاء صالات العرض أو للكنوز التي يحتفظون بها. وتشمل هذه المنحوتات التي تعود بوضوح إلى العصر البطلمي، والأقمشة الفخمة، والجدران الكاملة المغطاة بالجداريات من المباني الرهبانية. اقض بضع ساعات على الأقل في الاطلاع على ما يقرب من ١٢٠٠ قطعة معروضة. ليس من قبيل المصادفة أن يكون مفتاح الحياة القديم وصليب المسيحية متشابهين جدًا في شكلهما الأولي.